العلم والمعرفةشخصيات تاريخية

من هي توحيدة بن الشيخ

هل سمعت من قبل عن اسم توحيدة بن الشيخ. تعد توحيدة أول طبيبة تونسية الأصل، وأول طبيبة نسائية حصلت على شهادة الطب في تونس وفي المغرب العربي.

ولدت توحيدة بن الشيخ يوم 2 يناير في عام 1909 في مدينة تونس العاصمة، وتوفيت يوم 6 ديسمبر عام 2010 عن عمر يناهز 101 عام.

من قديم الأزل، كان للمرأة دور مهم في تقديم العديد من الاختراعات والاكتشافات التي ساهمت بشكل كبير في تطور مجالات العلوم والتكنولوجيا المختلفة. وكان للمرأة العربية نصيب في تطوير العديد من المجالات، مثل:

  • سميرة موسي أول عالمة ذرة مصرية.
  • زها حديد أقوى مهندسة في العالم.
  • جميلة بوحيرد أيقونة الثورة الجزائرية.
  • توحيده بن الشيخ أول طبيبة تونسية.

وفي هذا المقال يتناول السيرة الذاتية وقصة نجاح توحيدة بن الشيخ.

نشأة وميلاد توحيدة بن الشيخ

ولدت توحيدة في الثاني من يناير عام 1902م، في تونس في بلدة رأس الجبل التابعة حاليًا لولاية بنزرت. كان والدها مالكًا عقاريًا، وأما والدتها من عائلة بن عمار، من أغنى العائلات أنذاك.

توفي والدها في صغرها وتكفلت والدتها برعايتها وتعليمها هي وأخواتها.

التعليم

قامت توحيدة بالالتحاق بمدرسة شارع الباشا للحصول على الشهادة الابتدائية، وقد تخرجت منها عام 1922 م.

ثم التحقت بمعهد أرماند فاليير (Lycée Armand Fallières) وفي عام 1928 حصلت منه على شهادة البكالوريوس، لتصبح أول مسلمة تونسية تحصل عليها.

وبفضل الدعم الذي قدمته لها الدكتور إتيان بورني، مديرة معهد باستير في تونس، قامت بالمغادرة إلى فرنسا في عام 1929 لإكمال تعليمها هناك.

وبعد ثلاث سنوات من الدراسة حصلت على دبلومة PCB (دبلوم في الفيزياء والكيمياء والجيولوجيا).

وبفضل حصولها على تلك الدبلوم استطاعت اللحاق بكلية الطب الموجودة بباريس وتخرجت من الجامعة عام 1936 م.

وحصلت على درجة الدكتوراه، وذلك بموضوع رسالتها تحت عنوان: “المساهمة في دراسة الوذمة المخاطية عند الرضع”. 

بعد التخرج

بعد حصولها على تلك الدكتوراه أصبحت أول طبيبة تونسية مسلمة، وانضمت إليها حسيبة غليب عام 1950. وقامت توحيدة بالانضمام الى اتحاد الطلاب المسلمين بشمال إفريقيا في فرنسا عام 1931م.

وبعد انضمامها، تم تقديم دعوة إليها للتحدث في مؤتمر اتحاد نساء فرنسا عام 1931، حيث قدمت صورة للحالة غير المواتية للمرأة المسلمة في المستعمرات الفرنسية. وقامت بكتابة النشرة الإخبارية لتلك الجمعية.

حياة توحيدة بن الشيخ

بعد حصولها على لقب “أصغر طبيبة في فرنسا”، عادت توحيدة إلى تونس واستقرت فيها، وبدأت ممارسة المهنة الطبية.

بدأت كطبيبة حرة، وقامت بفتح عيادة لها في 42 شارع باب منارة، على الرغم من أن في ذلك الوقت لم يكن للأطباء التونسيين الحق في العمل في القطاع العام.

قامت أيضًا بحملة من أجل صحة أفضل للمواطنين التونسيين. وفي عام 1955 أصبحت توحيدة رئيسة قسم أمراض النسا والتوليد في مستشفى شارل نيكول الموجودة في تونس.

كما تولت نفس المنصب في مستشفى عزيزة العثمانية في العاصمة تونس حتى عام 1977 م.

وفي عام 1970 تولت توحيدة بن الشيخ رئاسة قسم تنظيم الأسرة في وزراة الصحة العامة.

وفي عام 1959 أصبحت توحيدة أول طبيبة تدخل المجلس الوطني لنقابة الأطباء في تونس بعد الاستقلال.

في عام 1962 تم انتخابها نائبة الرئيس الدكتور الماطري، وبعد استقالته عملت مع الدكتور طاهر زوش عام 1968. وظلت المرأة الوحيدة في هذا المجلس حتى يوليو من عام 1970.

وتقلدت منصب أول رئيسة تحرير لمجلة “ليلى” عام 1973، وهي أول مجلة تونسية تصدر باللغة الفرنسية. ثم اشتركت في الهلال الأحمر التونسي، حتى أصبحت نائبة رئيس الهلال الأحمر التونسي.

اقرأ أيضًا:

الأبناء

تزوجت توحيدة بن الشيخ من الطبيب الفرنسي ولديها بنت واحدة وهي زينب بنزينة وهي عالمة الأثار التونسية ومديرة البحوث في معهد التراث الوطني.

وفاة توحيدة بن الشيخ

توفيت توحيدة في 6 ديسمبر عام 2010.

وتكريمًا على أعمالها الخيرية والعظيمة التي ساعدت في صحة حماية الشعب التونسي، قامت فرنسا بإعطاء اسمها إلى مركز الصحة البلدية في مونتروي في 20 من مارس عام 2011.

أنشأت الدكتورة صفية بوزيد، جمعية توحيدة بن الشيخ للمساعدات الطبية، وهي عبارة عن هيكل مجتمعي مدني ملتزم بدعم الفقراء، في عام 14 فبراير عام 2012.

قامت الحكومة التونسية بإصدار طابع بريديًا في 16 أكتوبر عام 2012.

تم إنشاء مركزًا صحيًا في تونس بإسم توحيدة بن الشيخ في 15 ديسمبر عام 2017. ويضم هذا المبنى كليات مثل العلوم الرياضية، والفيزيائية والطبيعية، التابع لجامعة المنار.

وفي 27 مارس 2020، أصدر البنك المركزى التونسي عملة ورقية جديدة فئة 10 دنانير، وتم اختيار الدكتورة توحيدة بن الشيخ لوضع صورتها على تلك العملة. 

توحيدة بن الشيخ من النساء المؤثرات في هذا العالم وتكريمًا لجهودها في مجال الطب والصحة تقوم شركة جوجل بالاحتفال بكونها أول طبيبة تونسية مسلمة في العالم.

المصدر

Mai Hesham

ماجستير في الكيمياء غير العضوية، ودبلوم التغذية العلاجية، مهتمة بالفلك والفضاء.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى